متلازمة تكيس المبيض

"PCOS"

ما هي متلازمة تكيس المبيض؟

متلازمة تكيس المبيض (PCOS) هي اختصار للكلمات الإنجليزية Polycystic Ovary Syndrome. وهي تعني وجود عدة كيسات صغيرة على حافة المبيضين. هذه الكيسات هي في الحقيقة جريبات متضخمة تحتوي على بويضات غير ناضجة. قد تؤثر هذه الكيسات على إنتاج الهرمونات الأنثوية، مثل الاستروجين والبروجسترون، والتي تتحكم في التبويض والدورة الشهرية. كما قد تؤدي إلى زيادة إنتاج هرمون الأندروجين، وهو هرمون ذكوري يوجد بكميات صغيرة عند النساء.

متلازمة تكيس المبيض هي حالة شائعة، فتصيب حوالي 10-30% من النساء في سن الإنجاب. وقد تظهر الأعراض في سن المراهقة أو في وقت لاحق. وقد تختلف شدة الأعراض من امرأة لأخرى، ومن وقت لآخر.

ما هي أسباب متلازمة تكيس المبيض؟

لم يتم تحديد السبب الدقيق لمتلازمة تكيس المبيض حتى الآن، لكن يعتقد أن هناك عوامل وراثية وبيئية تلعب دوراً في حدوثها. بعض هذه العوامل هي:

*مقاومة الأنسولين: الأنسولين هو هرمون يساعد الجسم على استخدام السكر كمصدر للطاقة. عندما تصبح الخلايا مقاومة للأنسولين، يرتفع مستوى السكر في الدم، ويزيد إنتاج الأنسولين. وقد يؤدي ذلك إلى زيادة إنتاج الأندروجين، وتأثير سلبي على التبويض والدورة الشهرية. مقاومة الأنسولين ترتبط بعوامل خطر مثل السمنة ونمط الحياة غير الصحي.

*التهابات مزمنة: بعض الدراسات تشير إلى أن الالتهابات المزمنة في الجسم، مثل التهاب اللثة أو التهاب المفاصل الروماتويد، قد تزيد من خطر الإصابة بمتلازمة تكيس المبيض. وقد يكون ذلك بسبب تأثير الالتهابات على إنتاج الهرمونات والمناعة.

*التوازن الهرموني: بعض النساء قد يكن لديهن توازن هرموني غير طبيعي منذ الولادة، مما يجعلهن أكثر عرضة للإصابة بمتلازمة تكيس المبيض. وقد يكون هذا الاضطراب وراثياً، أو ناجماً عن تعرض الجنين لهرمونات ذكورية زائدة أثناء الحمل.

متلازمة تكيس المبيض هي حالة تؤثر على عمل المبيضين والهرمونات الأنثوية. قد تسبب هذه الحالة مشاكل في الدورة الشهرية، والخصوبة، والمظهر، والصحة العامة. في هذا المقال، سنتعرف على أسباب وأعراض وعلاج متلازمة تكيس المبيض.

ما هي أعراض متلازمة تكيس المبيض؟

متلازمة تكيس المبيض قد تسبب مجموعة من الأعراض، تختلف حسب الحالة الفردية. بعض الأعراض الشائعة هي:

*عدم انتظام الدورة الشهرية: قد تكون الدورة الشهرية غير منتظمة، أو نادرة، أو غزيرة، أو طويلة، أو متوقفة تماماً. وقد يؤدي ذلك إلى صعوبة في الحمل، أو مشاكل في بطانة الرحم.

*زيادة نمو الشعر: قد تظهر شعرانية، أي نمو شعر زائد على الوجه أو الصدر أو البطن أو الظهر أو الذراعين أو الساقين. وقد يكون الشعر خشناً وداكناً. وقد يرتبط ذلك بارتفاع مستوى الأندروجين في الدم.

*حب الشباب: قد تظهر حبوب أو بثور على الوجه أو الصدر أو الظهر. وقد يكون ذلك بسبب زيادة إنتاج الزهم، وهو الزيت الذي يفرزه الجلد. وقد يرتبط ذلك أيضاً بارتفاع مستوى الأندروجين في الدم.

*زيادة الوزن: قد تزيد الوزن أو تصعب خسارته. وقد يكون ذلك بسبب مقاومة الأنسولين، أو التغيرات الهرمونية، أو الشهية المفرطة، أو نقص النشاط البدني. وقد يؤدي زيادة الوزن إلى مشاكل صحية أخرى، مثل ارتفاع ضغط الدم أو الكوليسترول أو السكري.

*تساقط الشعر: قد يتساقط الشعر من فروة الرأس، أو يصبح رقيقاً أو خفيفاً. وقد يكون ذلك بسبب بارتفاع مستوى الأندروجين في الدم.

انخفاض المزاج: قد تشعر بالحزن أو الاكتئاب أو القلق أو نقص الثقة بالنفس. وقد يكون ذلك بسبب التغيرات الهرمونية، أو الصعوبات في الحمل، أو المشاكل في المظهر، أو الضغوط الاجتماعية أو العائلية.

مشاكل في النوم: قد تعاني من الأرق أو النعاس الزائد أو اضطرابات التنفس أثناء النوم. وقد يكون ذلك بسبب مقاومة الأنسولين، أو الاضطرابات الهرمونية، أو الاكتئاب، أو زيادة الوزن.

مشاكل في الصحة الجنسية: قد تنخفض الرغبة الجنسية، أو تحدث آلام أو جفاف أو التهابات في المهبل. وقد يكون ذلك بسبب انخفاض مستوى الاستروجين، أو الاكتئاب، أو الحبوب، أو الشعرانية.

كيف يتم تشخيص متلازمة تكيس المبيض؟

ليس هناك اختبار واحد يمكنه تشخيص متلازمة تكيس المبيض بشكل قاطع. ولكن الطبيب قد يستخدم مجموعة من الطرق لتقييم الحالة، مثل:

*الفحص الاكلينيكى: الطبيب قد يسأل عن التاريخ الصحي والعائلي والجنسي والدوري للمريضة. كما قد يفحص الوزن ومحيط الخصر وضغط الدم والنبض. وقد يفحص أيضاً الجلد والشعر والثديين والمهبل والرحم والمبيضين.

*التحاليل المخبرية: الطبيب قد يطلب عينات من الدم أو البول لفحص مستويات الهرمونات والسكر والكوليسترول والدهون والتهابات محتملة. كما قد يطلب اختبار الحمل إذا كانت الدورة الشهرية متوقفة أو غير منتظمة.

*الفحص بالموجات فوق الصوتية: الطبيب قد يستخدم جهازاً يرسل موجات صوتية عالية الجودة إلى البطن أو المهبل لإنشاء صورة للمبيضين والرحم والأنابيب. وقد يساعد هذا الفحص في رؤية أي كيسات أو تضخم أو تكيس في المبيضين، أو أي تغيرات في بطانة الرحم.

عادة، يتم تشخيص متلازمة تكيس المبيض إذا كانت المريضة تعاني من اثنين على الأقل من الأعراض التالية:

1.عدم انتظام الدورة الشهرية أو عدم حدوثها

2.زيادة مستوى الأندروجين في الدم أو ظهور أعراضه على الجلد أو الشعر

3.وجود كيسات في المبيضين أو تضخمهما

كيف يتم علاج متلازمة تكيس المبيض؟

ليس هناك علاج شافي لمتلازمة تكيس المبيض، لكن يمكن التخفيف من الأعراض والوقاية من المضاعفات باتباع بعض الخطوات، مثل:

-تغيير نمط الحياة: الحفاظ على وزن صحي وممارسة الرياضة بانتظام واتباع نظام غذائي متوازن ومنخفض السكريات والدهون والملح والكافيين والكحول. كما ينصح بالامتناع عن التدخين والتخلص من الضغوط والحصول على قسط كافي من النوم والاسترخاء.

-استخدام الأدوية: الطبيب قد يصف بعض الأدوية لتنظيم الدورة الشهرية وتحسين الخصوبة وخفض مستوى الأندروجين والأنسولين والكوليسترول والضغط والالتهابات. بعض هذه الأدوية هي:

*حبوب منع الحمل: تحتوي على هرمونات أنثوية تساعد على تنظيم الدورة الشهرية وتقليل نمو الشعر وحب الشباب وخطر سرطان الرحم. ولكنها لا تناسب النساء اللواتي يرغبن في الحمل أو اللواتي يعانين من مشاكل في القلب أو الكبد أو الدم.

*ميتفورمين: يساعد على تحسين استجابة الجسم للأنسولين وتخفيض مستوى السكر في الدم وتنظيم الدورة الشهرية وزيادة فرص الحمل. ولكنه قد يسبب آثاراً جانبية مثل الغثيان أو الإسهال أو الصداع أو الدوخة.

*كلوميفين: يساعد على تحفيز التبويض وزيادة فرص الحمل. ولكنه قد يسبب آثاراً جانبية مثل الانتفاخ أو الألم أو الاضطرابات النفسية أو الرؤية المزدوجة. كما قد يزيد من خطر الحمل المتعدد أو تكيس المبيض.

*سبيرونولاكتون: يساعد على خفض مستوى الأندروجين في الدم وتقليل نمو الشعر وحب الشباب. ولكنه قد يسبب آثاراً جانبية مثل الجفاف أو الدوخة أو الصداع أو الطفح الجلدي. كما يجب تجنبه أثناء الحمل أو الرضاعة.

*ديانوجست: يساعد على خفض مستوى الأندروجين في الدم وتقليل نمو الشعر وحب الشباب والشعور بالاكتئاب. ولكنه قد يسبب آثاراً جانبية مثل الصداع أو الغثيان أو الزيادة في الوزن أو النزيف غير المنتظم. كما يجب تجنبه أثناء الحمل أو الرضاعة.

*ستاتينات: تساعد على خفض مستوى الكوليسترول والدهون في الدم وتحسين صحة القلب والأوعية الدموية. ولكنها قد تسبب آثاراً جانبية مثل الصداع أو الإسهال أو الآلام العضلية أو الكبدية. كما يجب مراقبة مستوى الكبد والعضلات بشكل دوري.

-إجراء العمليات الجراحية: في بعض الحالات الشديدة أو المقاومة للعلاج الدوائي، قد يلجأ الطبيب إلى إجراء عملية جراحية لتحسين وظيفة المبيضين وزيادة فرص الحمل. بعض هذه العمليات هي:

*تحفيز المبيضين بالتثقيب : عن طريق منظار البطن ويتم استخدام الليزر لإحداث ثقوب صغيرة في سطح المبيضين، مما يساعد على تقليل مستوى الأندروجين وتحفيز التبويض. وهي عملية بسيطة وآمنة وفعالة و لكن تعتبر تقنية قديمة محفوظة لحالات معينة فقط ولم تعد دارجة فى علاج معظم الحالات.

أرتشاح قناة الفالوب/ الأنابيب و تأخر الحمل د احمد كامل الدسوقى

ازالة الحاجز الرحمى ،استئصال حاجز بمنظار الرحم د احمد كامل الدسوقى

ما هي المضاعفات المدى الطويل المحتملة لمتلازمة تكيس المبيض؟

إذا لم تتلقى المريضة العلاج المناسب لمتلازمة تكيس المبيض، قد تواجه مضاعفات صحية على المدى القصير والطويل، مثل:

*صعوبة في الحمل أو الإجهاض المتكرر.

*سرطان الرحم أو المبيض أو الثدي.

*مرض السكري من النوع الثاني أو مقاومة الأنسولين.

*ارتفاع ضغط الدم أو الكوليسترول أو الدهون في الدم.

*أمراض القلب والأوعية الدموية أو السكتة الدماغية أو النوبة القلبية.

*تليف الكبد أو التهابه أو فشله.

*اضطرابات النوم أو الاكتئاب أو القلق أو الاضطراب الوجداني الثنائي القطب.

سحب البويضات لايف … د أحمد كامل الدسوقى، كيف تتم العملية بأمان

أستئصال زائدة من بطانة الرحم بمنظار الرحم قبل نقل الاجنة فى الحقن المجهرى

ازالة كيس شوكولاتة "بطانة رحم مهاجرة" من المبيض د احمد كامل الدسوقى

كيف يمكن الوقاية من متلازمة تكيس المبيض؟

لا يمكن منع متلازمة تكيس المبيض بشكل كامل، لكن يمكن تقليل خطر الإصابة بها أو تفاقمها باتباع بعض الإجراءات الوقائية، مثل:

*مراقبة الوزن والحفاظ على مؤشر كتلة الجسم ضمن الحدود الطبيعية.

*ممارسة الرياضة بانتظام لمدة 30 دقيقة على الأقل خمسة أيام في الأسبوع.

*اتباع نظام غذائي متوازن ومنوع وغني بالألياف والبروتينات والفيتامينات والمعادن والأحماض الدهنية الأساسية.

*تجنب السكريات والدهون والملح والكافيين والكحول والمواد الحافظة والملونة والمضافة.

*الامتناع عن التدخين والمواد المخدرة والتعرض للمواد الكيميائية الضارة.

*الحصول على قسط كافي من النوم والاسترخاء والتدليك والتأمل واليوجا.

*الحفاظ على صحة الأسنان واللثة والجلد والشعر والعيون والعظام والمفاصل.

*الحصول على اللقاحات الوقائية والفحوصات الدورية والمتابعة مع الطبيب.

*الانضمام إلى مجموعات الدعم أو الاستشارة النفسية أو الاجتماعية.

ما هي النصائح للنساء اللواتي يعانين من متلازمة تكيس المبيض؟

النساء اللواتي يعانين من متلازمة تكيس المبيض قد يواجهن تحديات وصعوبات في حياتهن اليومية والمهنية والاجتماعية. لذلك، ينصح باتباع بعض النصائح لتحسين جودة الحياة والتكيف مع الحالة، مثل:

التعلم عن متلازمة تكيس المبيض وأسبابها وأعراضها وعلاجها ومضاعفاتها وطرق الوقاية منها. والبحث عن مصادر موثوقة ومحدثة ومفيدة للحصول على المعلومات والنصائح والإرشادات.

التواصل مع الطبيب والتعاون معه في وضع خطة علاجية شاملة ومناسبة للحالة الفردية. والالتزام بالعلاج والمتابعة بشكل منتظم والإبلاغ عن أي تغيرات أو مشاكل أو استفسارات.

البحث عن الدعم النفسي والاجتماعي من الأهل والأصدقاء والزملاء والمحترفين. والانضمام إلى مجموعات الدعم أو الاستشارة النفسية أو الاجتماعية للنساء اللواتي يعانين من متلازمة تكيس المبيض. والتعبير عن المشاعر والخوف والقلق والحزن والغضب والأمل والتفاؤل بطريقة صحية وإيجابية.

الاهتمام بالمظهر والثقة بالنفس والجمال الداخلي والخارجي. والبحث عن الحلول الفعالة والآمنة للتعامل مع الأعراض المزعجة مثل الشعرانية أو حب الشباب أو تساقط الشعر أو زيادة الوزن. والاختيار بحكمة للملابس والمكياج والإكسسوارات التي تناسب الشخصية والذوق والمناسبة.

الاستمتاع بالحياة والنشاطات والهوايات والمواهب والإبداع والابتكار. والبحث عن الفرص والتحديات والتجارب والمغامرات الجديدة والمثيرة. والتوازن بين العمل والراحة والمرح والتعلم والتطوير.

الحفاظ على صحة الجنسية والخصوبة والحمل والولادة والرضاعة. والتخطيط بعناية ووعي للحمل والاستعداد له بشكل جيد. والاستعانة بالطبيب والمتخصصين في حالة الرغبة في الحمل أو وجود صعوبات فيه. والتعامل مع الحمل والولادة والرضاعة بشكل طبيعي وسليم ومسؤول.

متلازمة تكيس المبيض هي حالة شائعة ومعقدة تؤثر على صحة وسعادة النساء في سن الإنجاب. وهي تتطلب العناية والعلاج والوقاية والدعم للتخفيف من الأعراض والمضاعفات والتأثيرات السلبية على الحياة. ويمكن للنساء اللواتي يعانين من متلازمة تكيس المبيض أن يتغلبن على التحديات ويحققن أهدافهن وطموحاتهن وأحلامهن بالتعاون مع الطبيب والمحيط والنفس. ويمكن لهن أن يعيشن حياة صحية وسعيدة ومليئة بالحب والجمال والإيجابية.